في ليلة مظلمة سرحت أفكر بالقمر فهو يظل الليل بأكمله يضئ لنا عتمة الليل لنا دون كلل أو ملل رغم انه لوحده فأخذت أتأمل جماله فسبحان من سواه ما أبدعه
لا ادري ما الذي أفكر فيه ولكن حين انظر إليه أشعر انه حزين أشعر أنه يبكي ولكن بصمت.. فهو لا يشكي لأحد يا ترى هل هو من يرفض ذلك أم انه لم يجد أصلا من يشكي له ؟؟؟؟؟
في البداية تردت في سؤاله ولكن بعد التأمل فيه تشجعت لسؤاله..
يا قمر هل أنت حزين أم أنا من تشعر بذلك وما سبب حزنك
قال :- حزنت عليكم
قلت:- علينا ؟؟؟!
قال:- نعم
قلت:-ولما
قال:- صحيح إني وحيد ولكن أن أعيش وحدي خير لي من أن أعيش مع ناس فقدوا الإحساس وأصبحوا لا يفكرون إلا بأنفسهم غاب الوفاء وانتشر الظلم.....
فقلت:- أتقصد انه لم يعد في الناس خير ؟؟؟ أم أن الحياة أصبحت بلا معنى
فقال:-الخير موجود ولكن بقله لا توجد إلى في القلوب الصافية المخلصة لربها التي لم تحب يوما أحدا إلى في الله بدون مصالح بل لشخصه هو أما عن الحياة ،،،فالحياة تبتسم لم عانقه الأمل ولم يكل يوما من مصيبة أصابته بل يتحلى بالصبر ويستخدمها في نفعه
قلت:- وكيف ينتفع المرء من المصيبة ؟؟
قال:-بطريقتين،، يتخطاها فتكسبه الخبرة ويصبر فيكسب الأجر...
فقلت:- يا قمر لقد عشت في هذه الدنيا قرونا وقد كشفت من الأسرار وعرفت من الأخبار ما لم أعرفه ولا حتى أجدادي فهل لك أن تعطني المفتاح
قال:- أي مفتاح تقصدين
قللت :-مفتاح السعادة في الدارين من واقع خبرتك
قال:- السعادة كلمة رغم بساطتها إلا أنها عميقة المعنى لطالما بحث عنها أناس كثيرون فأخذوا يجوبون مختلف البلدان ويأكلون أحلى الأطعمة وأشهاها ، وينفذون ما تأمر عليهم نفسهم وتطلبه ورغم ذلك لم يعثروا عليها بعد لأنها كانت سعادة زائفة سرعان ما تنتهي
أما السعادة الحقيقية فهي على العكس تماما تبدأ عندما تبدأ بمخالفة أوامر النفس الهوا ومحاربتهم وطاعة الله فالسعادة الحقيقية تكمن في العبادة والطموح والأمل والإنجاز ....... نعبد الله ونعمر الأرض فالدنيا مزرعة الآخرة ازرع فيها قدر استطاعتك فأنت لا تعرف موعد الحصاد
فسكت القمر حينها عند هذه الجملة
فقررت الخلود لنوم وكلي أمل أن استقبل اليوم الثاني بالمفاهيم التي أعطاني إياها فقد أصبحت لي نظرة أخرى للحياة مليئة بالأمل والحيوية والصبر والطموح.......